الخليفة عمر بن الخطاب:
مولده: هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، الملقب بالفاروق ولد بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد بثلاث عشرة سنة .
نشأته: نشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة. وعمل راعيًا للإبل وهو صغير، وكان والده غليظًا في معاملته. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وقد تعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر .
إسلامه: كان إسلام عمر بن الخطابوليد صراع نفسي ، والذي بعده كانت حادثة إسلامه بعدما عرف بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها فانطلق مسرعاً غاضباً إليهما، فوجد الصحابي خباب بن الأرت يجلس معهما يعلمهما القرآن، فضرب سعيدًا، ثم ضرب فاطمة ضربة قوية شقت وجهها فسقطت منها صحيفة كانت تحملها، وحين أراد عمر قراءة ما فيها أبت أخته أن يحملها إلا أن يتوضأ، فتوضأ عمر وقرأ الصحيفة وإذ فيها طه (( مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ))
استشهاده: بعد عودة عمر بن الخطاب من الحج إلى المدينة المنورة طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس، وكان ذلك يوم الأربعاء26 ذي الحجة سنة 23 هـ، الموافق لسنة 644 م، بقي الخليفة الرّاشد عمر بعدها بضعة أيّام ثم توفّي، وكان ذلك في سنة ثلاثة وعشرين للهجرة، بعد عشر سنواتٍ قضاها خليفةً ساس المسلمين بالعدل والرّشد والتقوى.
أهم مناقب الخليفة :
– إنشاء الدواوين .
– فتوحات بلاد فارس.
– ستر العورات والدفاع عن الشرف .
– الطواف على الناس ليلا.
– ما فرضه للمولود.
– أدبه مع النبي – صلى الله عليه وسلم.
أهم الأعمال التي قام بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء خلافته :
1- أولياته :
أ- وضع التاريخ الهجري:
كان النبي محمد قد أمر بالتأريخ بعد قدومه إلى يثرب. وقد حدث هذا التأريخ منذ العام الأول للهجرة، وعلى هذا الأساس كان النبي يُرسل الكتب الممهورة بخاتمه إلى الملوك والأمراء ورؤساء القبائل المختلفةوما فعله عمر بن الخطاب كان منع الخلاف حول التأريخ، ومما ذُكر في سبب اعتماد عمر للتاريخ أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: “أرخ بالمبعث”، وبعضهم: “أرخ بالهجرة”، فقال عمر: “الهجرة فرقت بين الحق والباطل”، فأرخوا بها”، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان، فقال عمر: “بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم”، فاتفقوا عليه.
ب- جمع الناس على صلاة التراويح:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم التراويحَ في رمضان فصلى معه البعض، وفي الليلة الثانية كَثُرَ المصلون، وبدأ يزداد العدد ليلةً بعد ليلةٍ، فخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُفرضَ عليهم، فامتنع الليلة التالية عن الخروج والصلاة في الناس، وقال: (رأيتُ الَّذي صنعتُم فلَم يمنَعْني منَ الخروجِ إليْكُم إلَّا أنِّي خَشيتُ أن يُفرضَ عليكُم وذلِكَ في رمضانَ) [صحيح النسائي]، وفي عهد عمر، كان الناس يصلون جماعاتٍ متفرقةٍ، فجمعهم الفاروق على قارئٍ واحد يصلون خلفه.
ت- تطوير نظم الدولة:
يُعتبر عمر بن الخطاب أحد عباقرة السياسة والإدارة في التاريخ الإسلامي ،فقد اتسعت حدود الدولة الإسلامية خلال عهده اتساعًا عظيمًا جعله يُقدم على إنشاء تنظيم إداري فعّال لابقائها متماسكة وموحدةوذلك من حيث:
– تطبيق مبدأ الشورى.
– المشورة في اختيار الولاة.
– ترتيب الدواوين، والاهتمام بالنظام المالي في الإسلام..
– تنظيم النظم القضائية.
2- أهم فتوحاته :
أ- فتح العراق:
وجه عمربن الخطاب رضي الله عنه همه لفتح العراق وبلاد الفرس بعد أن اطمأن على سلامة وضع الجيش الإسلامي في بلاد الشام وعرف أن الروم قد ارتدوا على أعقابهم بعد موقعة اليرموك وأن المسلمين ينتقلون من نصر إلى نصر . . .
وقد بلغ من أهمية هذا الأمر (وهو فتح العراق وفارس) في نظر الخليفة أنه رغب في أن يقود الجيوش بنفسه، ولكن جمهرة المسلمين أشارت عليه أن يقيم ويندب لذلك رجلاً من كبار الصحابة فوافق عمر رضي الله عنه على ذلك واستقر الرأي على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
ب- فتح الشام:
عندما علم الروم بقوة جيوش المسلمين و دخولهم على أرضهم ، أرسلوا إلى هرقل يطالبوه بالتصالح مع المسلمين ، على أن يمتلك المسلمين نصف بلاد الروم و قد ظنوا أن هرقل قد أصبح ضعيفا أمام الفاتحين المسلمين ، و لكنه أعد جيوشا ضخمة لمواجهة المسلمين و دارت العديد من المعارك و على رأسها معركة اليرموك .
التي استطاع المسلمين فيها تحقيق إنتصار مدوي ، بعد أن واجهوا جيوش هرقل ، و كان ذلك عند نهر اليرموك ، و كانت المعركة بقيادة أبو عبيدة بن الجراح .
ت- فتح القدس واستلام المسجد الأقصى:
ثم ولى المسلمون وجوههم نحو بيت المقدس حتى وقفوا أمام أسوارها الحصينة. واستمروا في حصارها أربعة أشهر كاملة حتى أرغم بطريق بيت المقدس على الصلح والتسليم، وقد اشـترط البطريق أن يتولى عمر بنفسه كتابة شروط الصلح فحضر عمر رضي الله عنه وتسلًم المدينة وكان ذلك في سنة 16 هـ وكان فتح هذه المدينة له مغزاه الديني العميق. فهي البلد الذي يعظمه المسلمون بعد مكة والمدينة وفيها المسجد الأقصى وهو ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.
3- انشاء نظام الحسبة للإشراف على الأسواق ومراقبة الموازين والمكاييل:
نشأتْ في عهد عمر بن الخطاب، حيث وضع أُسسَها واختصاصاتِها، وكان يقوم بها بنفسه، ثم أوكلها إلى رجل، أطلق عليه لقب “المحتسب”. . والحسبة هي وظيفة دينية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو فرض على القائم بأمور المسلمين، يُعَيِّنُ لذلك مَنْ يراه أهلاً له. وكانت مهمة المحتسب تتمثل في: مراعاة أحكام الشَّرع، وإقامة الشعائر الدينية، والمحافظة عليها، والنظر في أرباب البهائم، ومراقبة مَن يتصدَّر لتفسير القرآن الكريم، والنظر في الآداب العامة، وفي البيوع الفاسدة في السوق، والموازين والمكاييل.
زـ مدّة خلافته: عشر سنوات
زـ وفاته: استشهد سنة 23هـ ، ودفن بجانب قبر أبي بكر .