الوضعية المشكلة لضبط وتوجيه التّعلمات : قديما عبد الناس الأصنام و اتخذوها آلهة لهم ، وراحوا يعبدونها ويتضرّعون إليها ، ولما جاء الإسلام نهاهم عن ذلك ودعاهم إلى عبادة رب العالمين ، و دعاهم إلى تدبرما حولهم من جبال وأنهار… استخدام عقولهم في ذلك ، لأن وجود مثل هذه المخلوقات وعظمتها يدلّ على أمر واحد .
التعليمة : علام تدلّ كثرة المخلوقات وعظمتها ؟ ما السّبيل لمعرفة ذلك ؟
استنتاج عنوان الدّرس وتسجيله : من دلائل قدرة الله تعالى .
أقرأ و أحفظ :
الوضعية التعليمية الجزئية : لا شك أن عظمة الخالق تتجلى في عظمة ما خلق المهمّات : احفظ الآيات [95 ـ 99 ] من سورة الأنعام ، و استظهرها باستخدام مهارات التلاوة ، أحسن استعمالها استعمالا مناسبا ( في الصلاة ، والاستدلال بآياتها ، الاستفادة من عبرها …] .
أتلو وأفهم : دعوة المتعلمين إلى فتح المتاب ص 21 ومتابعة قراءة الأستاذ النموذجية (من حافظته) ، متبوعة بقراءات من متعلمين يجيدون القراءة .
السّند : سورة الأنعام الآيات ( 95 ـ 99 ) .
قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}
أتعرف على سورة الأنعام : لم حملت اسم الأنعام ؟ أين كان نزولها ؟ ما عدد آياتها ؟ ما موضوعها ؟
التعريف بسورة الأنعام:
هي سورة مكية , من طوال الفصل, آياتها 167 تقع في الربع الأول من المصحف بين سورتي المائدة والأعراف, تضمنت أصول الإيمان مدعمة بأدلة تتعلق بتوحيد الله وقدرته وعرضت طريقة مناقشة الكفار بالحجج القاطعة. هذه السورة نزل بها جبريل دفعة واحدة ومعه سبعون ألف ملك .
سميت بالأنعام لورود ذكرالأنعام فيها ، نزلت بمكة ليلا جملة واحدة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح ( الآيات : 20 ـ 23 ـ 91 ـ 93 ـ 114ـ 141ـ 151 152 ـ 153 منها مدنية ) ، الأنعام من السور السبع الطّوال عدد آياتها 165 آية هي السادسة في ترتيب المصحف ، نزلت بعد سورة الحجر، تقع في الجزء 8 ، الحزب : 13/ 14/15، الربع : 1/2/3/4، يدور موضوعها حول توحيد الله و أصول الشّريعة الإسلامية
ما ترشد إليه الآيات :
1 ـ تأمل الكون بتدبر وسيلة للوصول إلى الإيمان الصحيح .
2 ـ العقيدة الصحيحة تنشأ عن الفهم الصحيح والاقتناع .
3 ـ الإسلام يحترم العقل ويحث على استخدامه .
4 ـ الناس من أصل واحد وهم سواسية عند الله .
5 ـ من دلائل وحدانية الله إنبات النبات المختلفة وخلق الليل والنهار والنجوم والشمس والقمر والإنسان في نظام بديع متقن.
شرح المفردات :
فالق الحبّ والنّوى :يشقّ الحبّ فيخرج منه الزّرع والنّوى فيخرج منه الشّجر .
فأنّى تؤفكون : تصرفون عن عبادة الله .
فالق الإصباح :شقّ ضياء الصّباح من ظلام اللّيل .
الشّمس والقمر حسبانا :جعل سيرهما بحساب لا يزيد ولا ينقص حتى نعرف الأيّام والشّهور والسّنين .
فمستقرّ :حياتنا واستقرارنا على الأرض .
ومستودع :مكان دفننا في القبر بعد الموت .
متراكبا :نبات له حبّ يركب بعضه فوق بعض كسنابل القمح ….
طلعها :أوّل ما يخرج (يطلع) من ثمر النّخل .
قنوان : القنو وهو العرجون .
دانية : متدلّة قريبة التّناول .
والزّيتون والرّمّان مشتبها وغير متشابه : يتشابه شجره ويختلف ثمره في اللون والطّعم والشّكل .
ينعه : نضجه .
التحليل والمناقشة :
دلائل قدرة الله :
دليل النّباتات: و كيفية خروجها من الحبّ والنوى وتنوّع ثمارها لونا وشكلا وطعما رغم أنها تربة واحدة ومسقية بماء واحد .
دليل الإصباح : وكيف شقّ الله الضياء من الظّلام وجعل النّهارللمعاش والليل للرّاحة
دليل الأوقات : من خلال نظام الزّمن المتولّد عن تعاقب الشّمس والقمر.
دليل النّجوم : فهي علامات يهتدي بها النّاس في البرّ والبحر .
دليل خلق الإنسان :
فكلّ البشر خلقوا من آدم ثمّ انتشروا في الأرض .
دليل الماء: ينزل من السّماء فتحيا به الأرض وينبت الزّرع ويشرب الإنسان والحيوان.
ما ترشدني إليه الآيات :
ـ شساعة الكون تدعوني إلى التّأمّل في عجائبه وأسراره.
ـ تفكّري في جمال مخلوقات الله يقوّي إيماني .
ـ ما أراه من النّبات المختلف وخلق الليل والنّهار والنّجوم والشّمس والقمر والإنسان يدلّ على عظمة الله وقدرته.
ـ كلّ النّاس من أصل واحد ولا يتفاضلون إلا بالتّقوى .
أفكر وأقوّم مكتسباتي
1/ كرّم الله الإنسان وميزّه عن سائر مخلوقاته بـالعقل.
2/ هذه الأدلة هي:دليل النبات،دليل الإصباح،دليل النجوم،دليل الأوقات،دليل خلق الإنسان،دليل الماء.
3/ سخر الله للإنسان الشمس والقمر،فجعل من تعاقب الشمس والقمر عدّادا لحساب الأيام و الأشهر و بهما يتولّد الزّمن و يتحدّد الوقت.وسخّر النجوم للاهتداء في ظلمات البرّ والبحر.
4/ الإعجاز العلمي في سورة الأنعام (من الأية 95 إلى الآية 99)
من دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى سير الشمس والقمر بنظام دقيق يعرف به الناس،مواقيت عبادتهم ومعاملاتهم فدورة الشمس هي التي علمت الناس حساب الأيام والسنين ودورة القمر هي التي علمتهم حساب الشهور.
وعطاء آية النجوم ممتد على مدى الزمان،فلقد كانت الأجرام السماوية منذ فجر حضارات البشر وما تزال هي المعالم التي يهتدي بها الإنسان في سفره برا وبحرا.ويستفاد من رصد الشمس والقمر والنجوم في تعيين موقع المسافر وتحديد اتجاهه..بل أن رجال الفضاء في الآونة الأخيرة قد استعانوا بالشمس والنجوم في تحديد اتجاهاتهم في بعض مراحل أسفارهم وتستخدم بعض مجموعات النجوم كذلك في تحديد الزمن مثل مجموعة الدب الأكبر وبذلك .. تم تعرف الإنسان على المكان والزمان بالنجوم كما تقرر الآية الكريمة على أوسع معنى.
وتوضّح الأيات كذلك كيفية خلق الثمار وكيف نشأت ونمت في أطوارها المختلفة حتى وصلت إلى طور نضحها الكامل بما تحويه من مركبات مختلفة من السكريات والزيوت والبروتينات والمواد الكربوهيدراتية والنشويات كل هذا يتكون في وجود ضوء الشمس عن طريق المادة الخضراء (اليخضور) التي توجد عادة في المجموع الخضري للنباتات وخاصة الأوراق فهي المصنع الذي تتكون فيه تلك المركبات ومنها توزع على باقي أجزاء النبات بما فيها البذور والثمار علاوة على أن الآية الكريمة تقطع بأن ماء المطر هو المصدر الوحيد للماء العذب على الأرض وطاقة الشمس هي مصدر طاقات الأحياء جميعا ، ولكن النباتات هي التي تستطيع اختزان طاقة الشمس بواسطة مادة اليخضور وتسلمها للإنسان والحيوان في المواد الغذائية العضوية التي كونتها. وكل هذه الحقائق توصل إليها العلم على مدى التاريخ.
5/ وجعلنا من الماءِ النازلِ من السماءِ والنابعِ من الأرض كلَّ شيءٍ حيٍّ، من نباتٍ وغيرِه، فالماءُ سببٌ لحياتِه، أفلا يؤمنون.